اَلنُّكْتَةُ الْرَّابِعَةُ :
حَسْبِى لِكُلِّ مَطَالِبِى مَنْ فَتَحَ صُورَتِى وَصُورَةَ اَمْثَالِى مِنْ ذَوِى الْحَيَاةِ فِى الْمَۤاءِ بِلَطِيفِ صُنْعِهِ وَلَطِيفِ قُدْرَتِهِ وَحِكْمَتِهِ وَلَطِيفِ رُبُوبِيَّتِهِ * وَكَذَا حَسْبِى لِكُلِّ مَقَاصِدِى مَنْ اَنْشَأَنِى وَشَقَّ سَمْعِى وَبَصَرِى، وَأَدْرَجَ فِى جِسْمِى لِسَانًا وَجَنَانًا، وَاَوْدَعَ فِيهَا وَفِى جِهَازَاتِى مَوَازِينَ حَسَّاسَةً لاَ تُعَدُّ لِوَزْنِ مُدَّخَّرَاتِ اَنْوَاعِ خَزَۤائِنِ رَحْمَتِهِ * وَكَذَا أَدْمَجَ فِى لِسَانِى وَجَنَانِى وَفِطْرَتِى اْلاٰلاَتٍ حَسَّاسَةٍ لاَتُحْصٰى لِفَهْمِ اَنْوَاعِ كُنُوزِ اَسْمَۤائِهِ * وَكَذَا حَسْبِى مَنْ اَدْرَجَ فِى شَخْصِىَ الصَّغِيرِ الْحَقِيرِ، وَاَدْمَجَ فِى وُجُودِىَ الضَّعِيفِ الْفَقِيرِ هٰذِهِ اْلاَعْضَۤاءَ وَاْلاٰلاَتِ وَهٰذِهِ الْجَوَارِحَ وَالْجِهَازَاتِ وَهٰذِهِ الْحَوَاسَّ وَالْحِسِّيَاتِ وَهٰذِهِ اللَّطَۤائِفَ وَالْمَعْنَوِيَّاتِ، ِلاِحْسَاسِ جَمِيعِ اَنْوَاعِ نِعَمِهِ وَِلاِذَاقَةِ اَكْثَرِ تَجَلِّيَاتِ اَسْمَۤائِهِ بِجَلِيلِ اُلُوهِيَّتِهِ وَجَمِيلِ رَحْمَتِهِ وَبِكَبِيرِ رُبُوبِيَّتِهِ وَكَرِيمِ رَأْفَتِهِ وَبِعَظِيمِ قُدْرَتِهِ وَلَطِيفِ حِكْمَتِهِ. * 1
: اَلنُّكْتَةُ الْخَامِسَةُ
لاَ بُدَّ لِى وَلِكُلِّ اَحَدٍ اَنْ يَقُولَ حَالاً وَقَالاً وَمُتَشَكِّرًا وَمُفْتَخِرًا: * حَسْبِى مَنْ خَلَقَنِىِ، وَاَخْرَجَنِىِ مِنْ ظُلْمَةِ الْعَدَمِ وَأَنْعَمَ عَلَىَّ بِنُورِ الْوُجُودِ * وَكَذَا حَسْبِى مَنْ جَعَلَنِىِ حَيًّا فَأَنْعَمَ عَلَىَّ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ الَّتِى تُعْطِى لِصَاحِبِهَا كُلَّ شَىْءٍ وَتُمِدُّ يَدَ صَاحِبِهَا اِلٰىكُلِّ شَىْءٍ * وَكَذَا حَسْبِى مَنْ جَعَلَنِىِ اِنْسَانًا فَأَنْعَمَ عَلَىَّ بِنِعْمَةِ اْلاِنْسَانِيَّةِ الَّتِى صَيَّرَتِ اْلاِنْسَانَ عَالَمًا صَغِيرًا اَكْبَرَ مَعْنىً مِنَ الْعَالَمِ الْكَبِيرِ * وَكَذَا حَسْبِى مَنْ جَعَلَنِىِ مُؤْمِنًا فَأَنْعَمَ عَلَىَّ نِعْمَةَ اْلاِيمَانِ الَّذِي يُصَيِّرُ الدُّنْيَا وَاْلاٰخِرَةَ كَسُفْرَتَيْنِ مَمْلُوءَتَيْنِ مِنَ النِّعَمِ يُقَدِّمُهُمَا اِلٰى الْمُؤْمِنِ بِيَدِ اْلاِيمَانِ * وَكَذَا حَسْبِى مَنْ جَعَلَنِىِ مِنْ اُمَّةِ حَبِيبِهِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، فَأَنْعَمَ عَلَىَّ بِمَا فِى اْلاِيمَانِ مِنَ الْمَحَبَّةِ وَالْمَحْبُوبِيَّةِ اْلاِلٰهِيَّةِ، اَلَّتِى هِىَ مِنْ أَعْلٰى مَرَاتِبِ الْكَمَالاَتِ الْبَشَرِيَّةِ، وَبِتِلْكَ الْمَحَبَّةِ اْلاِيمَانِيَّةِ تَمْتَدُّ اَيَادِى اِسْتِفَادَةِ الْمُؤْمِنِ اِلٰى مَا لاَ يَتَنَاهٰى مِنْ مُشْتَمِلاَتِ دَۤائِرَةِ اْلاِمْكَانِ وَالْوُجُوبِ * وَكَذَا حَسْبِى مَنْ فَضَّلَنِىِ جِنْسًا وَنَوْعًا وَدِينًا وَاِيمَانًا عَلٰى كَثِيرٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ، فَلَمْ يَجْعَلْنِىِ جَامِدًا وَلاَ حَيَوَانًا وَلاَ ضَۤالًّا، فَلَهُ الْحَمْدُ وَلَهُ الشُّكْرُ * وَكَذَا حَسْبِى مَنْ جَعَلَنِىِ مَظْهَرًا جَامِعًا لِتَجَلِّيَاتِ اَسْمَۤائِهِ وَاَنْعَمَ عَلَىَّ بِنِعْمَةٍ لاَ تَسَعُهَا الْكَۤائِنَاتُ بِسِرِّ حَدِيثِ: ﴿ لاَيَسَعُنِىِ اَرْضِى وَلاَ سَمَۤائِى وَيَسَعُنِىِ قَلْبُ عَبْدِىَ الْمُؤْمِنِ ﴾ يَعْنِىِ اِنَّ الْمَاهِيَّةَ اْلاِنْسَانِيَّةَ مَظْهَرٌ جَامِعٌ لِجَمِيعِ تَجَلِّيَاتِ اْلاَسْمَۤاءِ الْمُتَجَلِّيَةِ فِىجَمِيعِ الْكَۤائِنَاتِ. * 1
وَكَذَا حَسْبِى مَنِ اشْتَرٰى مُلْكَهُ الَّذِى عِنْدِى مِنِىِّ، لِيَحْفَظَهُ لِى ثُمَّ يُعِيدَهُ اِلَىَّ، وَاَعْطَانَا ثَمَنَهُ الْجَنَّةَ، فَلَهُ الشُّكْرُ وَلَهُ الْحَمْدُ بِعَدَدِ ضَرْبِ ذَرَّاتِ وُجُودِى فِىذَرَّاتِ الْكَۤائِنَاتِ
* حَسْبِى رَبىِِِّ جَلَّ اللهُ
* نُورْ مُحَمَّدْ صَلَّى اللهُ
* لاَ إِلٰهَ اِلاَّ اللهُ
* حَسْبِى رَبىِِِّ جَلَّ اللهُ
* سِرُّ قَلْبِى ذِكْرُ اللهُ
* ذِكْرُ اَحْمَدْ صَلَّى اللهُ
لاَ إِلٰهَ اِلاَّ اللهُ * 1
ba